¤ نص الاستشارة:
أيها الإخوة أنا شاب في الثلاثينات من العمر وما زلت أدرس، ومن خلال النت أصبحت مدمنا على مواقع الشات والمحدثات والتي عادة لا تخرج عن حدود اللباقة، وفي الفترة الأخيرة تعرفت على فتاة عن طريق أحد الزملاء -مع أنني أحادث كثيرات قبل ذلك- وما زالت العلاقات تتطور بنا حتى وعدتها بالزواج إن تخرجت وهي لم تتزوج بعد، سألتها عن إمكانية مقابلتها بإذن من والدتها فوافقت على ذلك...ولكن نفسي تؤنبني فهل أنا على صواب في هذه العلاقات أم لا...أنتظر مشورتكم؟
[] الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك ويلهمك رشدك وطاعة مولاك، فإنك الآن تحت الصفر، بل إنك تعيش حياتك بالسالب وتجلب لنفسك العار والمثالب، وتعصى ربك بإرتكابك للمعائب، وكيف تترك الذكر؟ وبئس علاقة قد تجلب لك المصائب، ومتى كان الإنترنت مكاناً لتلاقي الصالحين من الحبائب؟ وكيف تأمن فتاة تكلمك وتحادث غيرك، إنها والله العجائب!!!
ولا شك أن الإنصاف والدين يمنعنا من إساءة الظن بالمؤمنين وتعميم سوء الظن على الناس، أجمعين فقد نجد في الإنترنت صالحات وصالحين، ولكن العاقل من يتعظ بغيره، والشقي من يجعله الله عبرة لغيره، وإن الإنسان ليمتلئ بالعجب من سرعة سقوط الضحايا في عالم الإنترنت، فبعد كلمات مرتبة وعبارات لطيفة يزعم الفتى أنه أحبها وتقول الفتاة لقد تعلقت به، دون أن ترى شكله أو تعرف نسبه وأهله وعمله!
وإذا علمنا أن الغالبية تمثل وتظهر بالصورة التي يريدها الطرف الآخر، والشباب متخصصون في إصطياد الضحايا والغواني يغرهن الثناء، والفتاة تتأثر بالكلام فإذا سقطت في حباله وسجل أقوالها طلب المقابلة، فإن رفضت هددها وإن وافقت كانت الكارثة، والسلامة لا يعدلها شيء!
وليت الشباب عرفوا أن طلب الزواج من خلال الإنترنت يدل في الغالب على فشل في العلاقات الإجتماعية، أو هروب من سمعة رديئة، وإلا فكيف نتصور أن يوجد شاب لا يجد في أهله ولا في جيرانه ولا عند أصدقائه ولا في منطقته فتاة ليختارها، حتى يبحث عن طريق الإنترنت؟!
ونحن نشكرك على أنك تتكلم في حدود، ولكننا نذكرك أن الشيطان يستدرج ضحاياه، بل ربما كانت بدايات بعضهم الدعوة إلى الله ثم يحصل السقوط، ولذلك نهى رب العزة والجلال عن إتباع خطوات الشيطان الذي يزين المنكر والعصيان.
وأرجو أن تكون بداية التصحيح بإيقاف تلك العلاقة مع الفتاة ومع غيرها، وأشغل نفسك بدراستك، واتخذ لنفسك أصدقاء من صالحي الرجال، وأشغل نفسك بطاعة الكبير المتعال، وإذا لم تشغل نفسك بالخير والحق شغلتك نفسك بالباطل والشر، فواظب على صلاة الجماعة وأكثر من اللجوء إلى من يجيب الدعاء، وغض بصرك وإحفظ فرجك وراقب ربك وإجعل جهازك في صالة مفتوحة، وإجعل كتاباً جليساً لك، فإنه صديق لا يمل وصاحب لا يغش.
وأرجو أن أسمع عنك الخير، وأنا في الحقيقة سعيد بك وبسؤالك الذي يدل على أن لك نفساً طيبة تلومك على الخطأ، فإحرص على تنمية روح الخير في نفسك، وأشكر لك صراحتك وأعتذر لك، وإن كان في الكلمات قسوة فإنها نفس أخ يخاف على أخوانه، وينتظر منهم أن يكونوا حماة للدين وحراساً للعقيدة وأمناء على الأعراض!
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.